الاثنين، 29 أبريل 2013

محمود درويش : في الانتظار !


في الانتظار، يُصيبُني هوس برصد الاحتمالات الكثيرة
ربما نسيت حقيبتها الصغيرة في القطار،
فضاع عنواني وضاع الهاتف المحمول،
فانقطعت شهيتها وقالت: لا نصيب له من المطر الخفيف
وربما انشغلت بأمر طارئٍ أو رحلةٍ نحو الجنوب كي تزور الشمس، واتصلت ولكن لم
تجدني في الصباح، فقد خرجت لاشتري غاردينيا لمسائنا وزجاجتين من النبيذ
وربما اختلفت مع الزوج القديم على شئون الذكريات، فأقسمت ألا ترى رجلاً
يُهددُها بصُنع الذكريات
وربما اصطدمت بتاكسي في الطريق إلي، فانطفأت كواكب في مجرتها.
وما زالت تُعالج بالمهدئ والنعاس
وربما نظرت الى المرآة قبل خروجها من نفسها، وتحسست أجاصتين كبيرتين تُموجان
حريرها، فتنهدت وترددت: هل يستحق أنوثتي أحد سواي
وربما عبرت، مصادفة، بِحُب سابق لم تشف منه، فرافقته إلى العشاء
وربما ماتت،
فان الموت يعشق فجأة، مثلي،
وإن الموت، مثلي، لا يحب الانتظار
لم تأت...
قلت ولن...إذن
سأعيد ترتيب المساء بما يليق بخيبتي وغيابها
أطفأت نار شموعها
أشعلت نار الكهرباء
شربت كأس نبيذها وكسرته
بدلت موسيقى الكمنجات السريعة بالأغاني الفارسية
قلت: لن تأت...
سأنضو ربطة العنق الأنيقة
هكذا أرتاح أكثر
أرتدي بيجامة زرقاء
أمشي حافيا لو شئت
أجلس بارتخاء القرفصاء
على أريكتها فأنساها
وأنسى كل أشياء الغياب
أعدت ما أعددت من أدوات حفلتنا إلى أدراجها
وفتحت كل نوافذي وستائري
لا سر في جسدي أمام الليل
إلا ما انتظرت وما خسرت
سخرت من هوسي لتنظيف الهواء لأجلها
عطرته برذاذ الورد والليمون
لن تأت...
سأنقل زهرة الأوركيدمن جهة اليمين إلى اليسار
لكي أعاقبها على نسيانها
غطيت مرآة الجدار بمعطف
كي لا أرى إشعاع صورتها وأندم
قلت: أنسى ما اقتبست لها من الغزل القديم
لأنها لا تستحق قصيدة حتى ولو مسروقة
ونسيتها...
وأكلت وجبتي السريعة واقفا
وقرأت فصلا من كتاب مدرسي عن كواكبنا البعيدة
وكتبت كي أنسى إساءتها قصيدة
هذه القصيدة...
Read more ...

محمود درويش : تُـــنسي كأنك لم تكُن !


“تُنسى كأنك لم تكن

تنسى كمصرع طائر

ككنيسة مهجورة تنسى

كحب عابر

وكوردة في الريح

وكوردة في الثلج

تنسى

انا للطريق

هناك من سبقت خطاه خطاي

من املى رؤاه على رؤاي

هناك من نثر الكلام على سجيته

ليعبر في الحكاية

او يضيء لمن سيأتي بعده

أثرا غنائيا وجرسا

تُنسى كأنك لم تكن

شخصا ولا نصا..وتنسى

امشي على هدي البصيرة

ربما أعطي الحكاية سيرة شخصية

فالمفردات تقودني وأقودها

انا شكلها

وهي التجلي الحر

لكن قيل ما سأقول

يسبقني غد ماض

انا ملك الصدى لا عرش لي الا الهوامش

فالطريق هو الطريقة

ربما نسي الأوائل وصف شيء ما

لاوقظ فيه عاطفة وحسا

تنسى كأنك لم تكن خبرا ولا أثرا وتنسى

انا للطريق

هناك من تمشي خطاه على خطاي

ومن سيسبقني الى رؤياي

من سيقول شعرا في مديح حدائق المنفى امام البيت

حرا من غدي المقصوم

من غيبي ودنياي

حرا من عبادة الأمس

من فردوسي الأرضي

حرا من كناياتي ومن لغتي

فأشهد أنني حر وحي حين..أُنسى”


Read more ...

محمود درويش : أنا لست لي !


هذا البحرُ لي
هذا الهواءُ الرَّطْبُ لي
هذا الرصيفُ وما عَلَيْهِ
من خُطَايَ وسائلي المنويَّ… لي
ومحطَّةُ الباصِ القديمةُ لي. ولي
شَبَحي وصاحبُهُ. وآنيةُ النحاس
وآيةُ الكرسيّ، والمفتاحُ لي
والبابُ والحُرَّاسُ والأجراسُ لي
لِيَ حَدْوَةُ الفَرَسِ التي
طارت عن الأَسوار… لي
ما كان لي. وقصاصَةُ الوَرَقِ التي
انتُزِعَتْ من الإنجيل لي
والمْلحُ من أَثر الدموع على
جدار البيت لي…
واسمي، وإن أخطأتُ لَفْظَ اسمي
بخمسة أَحْرُفٍ أُفُقيّةِ التكوين لي:
ميمُ/ المُتَيَّمُ والمُيتَّمُ والمتمِّمُ ما مضى
حاءُ/ الحديقةُ والحبيبةُ، حيرتانِ وحسرتان
ميمُ/ المُغَامِرُ والمُعَدُّ المُسْتَعدُّ لموته
الموعود منفيّاً، مريضَ المُشْتَهَى
واو/ الوداعُ، الوردةُ الوسطى،
ولاءٌ للولادة أَينما وُجدَتْ، وَوَعْدُ الوالدين
دال/ الدليلُ، الدربُ، دمعةُ
دارةٍ دَرَسَتْ، ودوريّ يُدَلِّلُني ويُدْميني
وهذا الاسمُ لي…
ولأصدقائي، أينما كانوا، ولي
جَسَدي المُؤَقَّتُ، حاضراً أم غائباً…
مِتْرانِ من هذا التراب سيكفيان الآن…
لي مِتْرٌ و75 سنتمتراً…
والباقي لِزَهْرٍ فَوْضَويّ اللونِ،
يشربني على مَهَلٍ، ولي
ما كان لي: أَمسي، وما سيكون لي
غَدِيَ البعيدُ، وعودة الروح الشريدِ
كأنَّ شيئاً لم يَكُنْ
وكأنَّ شيئاً لم يكن
جرحٌ طفيف في ذراع الحاضر العَبَثيِّ…
والتاريخُ يسخر من ضحاياهُ
ومن أَبطالِهِ…
يُلْقي عليهمْ نظرةً ويمرُّ…
هذا البحرُ لي
هذا الهواءُ الرَّطْبُ لي
واسمي ـ
وإن أخطأتُ لفظ اسمي على التابوت ـ
لي.
أما أنا ـ وقد امتلأتُ
بكُلِّ أسباب الرحيل ـ
فلستُ لي.
أنا لَستُ لي
أَنا لَستُ لي
Read more ...

محمود درويش : لا أريد من الحب غير البداية !


لاأريد من الحُب غير البداية 

لا أُريدُ منَ الْحُبِّ غَيْرَ الْبدايِة يَرْفو الحمامُ
فوْقَ ساحات غَرْناطَتي ثَوْب هذا النَّهار
في الْجرار كثيرٌ من الْخَمْر للْعيد من بَعْدنا
في الأَغاني نوافذُ تكْفي وتكفي ليَنْفجر الْجُلَّنار

أتْرُكُ الْفُلَّ في الْمزهريَّة,أَتْرُكُ قلْبي الصَّغير
في خزانَة أُمي , أتْرُكُ حُلْمي في الْماء يَضْحَك
أَتْرُكُ الْفَجْرَ في عسل التّين ,أَتْرُكُ يَوْمي وأَمْسي
في الْمَمَرِّ إلى ساحَةِ الْبُرتُقالة حيْثُ يطيرُ الْحمامُ
هَلْ أَنا مَنْ نَزَلْتُ إلى قَدَمَيْك ليَعْلُوَ الْكلامُ
قمراً في حليب لَياليك أَبْيضَ...دُقّي الْهواء
كَيْ أَرى شارعَ النّاي أَزْرَقَ...دُقّي الْمساء
كَيْ أَرى كَيْفَ يَمْرُض بَيْني وبيْنك هذا الرُّخامُ

الشَّبابيكُ خاليةٌ مِنْ بَساتين شالِك.في زمنٍ
آخر كُنْتُ أَعْرفُ عنْك الْكثير, وأَقْطُفُ غاردينيا
مِنْ أَصابِعِك الْعَشْر في زَمنٍ آخرٍ كان لي لُؤْلُؤٌ
حَوْلَ جيدِكِ, واسم على خاتمٍ شَعَّ منْهُ الظَّلامُ

لا أُريدُ من الْحُبِّ غير الْبدايَةِ, طار الْحمامُ
فَوْقَ سَقْفِ السَّماء الأخيرةِ, طار الْحمامُ وَطار
سَوْفَ يبْقى كثيرٌ من الخَمْرِ, من بَعْدنا, في الْجِرار
وقليلٌ مِنْ الأرْضِ يَكْفي لكيْ نَلْتَقي ، وَيَحُلَّ السَّلامُ 
 :)
Read more ...

الاثنين، 24 ديسمبر 2012

تحميل رواية من أول نظرة - أنيس منصور



كتاب "من أول نظرة" وفيه يتحدث أنيس منصور عن كل شيء يتعلق بالحب والمرأة والجنس وتاريخ ذلك كله ونظرة الفلسفات والحضارات والشعوب الشرقية والغربية المختلفة المتعلقة بذلك... فهو يستشهد بالعديد من القصص والروايات التاريخية والادبية ... ويلخص الكثير من الكتب والأفلام والمسرحيات التي لها علاقة بالموضوع ..وما أكثرها بالفعل...
أنيس منصور يمتاز بأسلوب سلس ممتع في الكتابة تجعلك تطلب المزيد .. وهذا ما يجعل كتبه شيقة ويمكن قراءتها بسرعة..كما لا يخلو أسلوبه من السخرية المعتدلة .. حمل الكتاب الآن ،، قراءة ممتعة :)


تحميل الكتاب
Read more ...